فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله: {ومعارج} الظاهر أنه جمع معرج بلا ألف بعد الراء.
والمعرج والمعراج بمعنى واحد وهو الآلة التي يعرج بها أي يصعد بها، إلى العلو.
وقوله: يظهرون أي يصعدون ويرتفعون، حتى يصيروا على ظهور البيوت. ومن ذلك المعنى قوله تعالى: {فَمَا اسطاعوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا استطاعوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97].
والسرر جمع سرير، والاتكاء معروف.
والأبواب جمع باب وهو معروف، والزخرف الذهب.
قال الزمخشري: إن المعارج التي هي المصاعد، والأبواب والسرر كل ذلك من فضة، كأنه يرى اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في ذلك، وعلى هذا المعنى فقوله زخرفًا مفعول، عامله محذوف والتقدير وجعلنا لهم مع ذلك زخرفًا.
وقال بعض العلماء: إن جميع ذلك بعضه من فضة، وبعضه من زخرف، أي ذهب.
وقد ذكر القرطبي أن إعراب قوله وزخرفًا على هذا القول أنه منصور بنزع الخافض، وأن المعنى من فضة، ومن زخرف، فحذف حرف الجر فانتصب زخرفًا.
وأكثر علماء النحو على أن النصب بنزع الخافض ليس مطردًا ولا قياسيًا، وما سمع منه يحفظ ولا يقاس عليه.
وعليه درج ابن مالك في الخلاصة في قوله: وإن حذف فالنصب للمنجر نقلًا، إلخ.
وعلي بن سليمان وهو الأخفش الصغير يرى اطراده في كل شيء أمن فيه اللبس، كما أشار في الكافية بقوله:
وابن سليمان اطراده رأى ** إن لم يخف لبس كمن زيد نأى

وقوله تعالى: {وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحياة الدنيا} على قراءة الجمهور بتخفيف الميم من لما، فإن هي المخففة، من الثقيلة، واللام هي الفارقة بين إن المخففة من الثقيلة، وإن النافية المشار إليها بقوله في الخلاصة:
وخففت إن فعل العمل ** وتلزم اللام إذا ما تهمل

وما مزيدة للتوكيد، وأما على قراءة عاصم وحمزة وابن عامر في إحدى الروايتين عن هشام لما بتشديد الميم فإن نافية، ولما حرف إثبات بمعنى إلا.
والمعنى: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.
وذكره بعضهم أن تشديد ميم لما على بعض القراءات في هذه الآية وآية الطارق {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] لغة بني هذيل بن مدركة والعلم عند الله تعالى.
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} [فصلت: 25] الآية.
{وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}.
قد قدمنا الكلام عليه في الصافات في الكلام على قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي العذاب مُشْتَرِكُونَ} [الصافات: 33].
{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40)}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة النمل في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى وَلاَ تُسْمِعُ الصم الدعاء إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ} [النمل: 80].
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}.
أمر الله جل وعلا، نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة أن يتمسك بهدي هذا القرآن العظيم، وبين له أنه على صراط مستقيم أي طريق واضح. لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام الذي تضمنه هذا القرآن العظيم، الذي أوحي إليه.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة، قد جاء موضحًا في آيات أخر، من كتاب الله.
أما أمره بالتمسك بالقرآن العظيم، فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: {واتل مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف: 27].
وأما إخباره له صلى الله عليه وسلم على صراط مستقيم فمن الآيات التي أوضح ذلك فيها قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ على شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر فاتبعها وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]، وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ الله الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} [الشورى: 52- 53]، وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَإِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة عَنِ الصراط لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون: 73- 74] وقوله تعالى: {فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمر وادع إلى رَبِّكَ إِنَّكَ لعلى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ} [الحج: 67] وقوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الحق المبين} [النمل: 79] إلى غير ذلك من الآيات.
وآية الزخرف هذه تدل على أن التمسك بهذا القرآن على هدى من الله، وهذا معلوم بالضرورة.
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}.
ما تضمنته هذه الآية الكريمة. من أن جميع الرسل جاءوا بإخلاص التوحيد لله، الذي تضمنته كلمة لا إله إلا الله، جاء موضحًا في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36].
وقوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نوحي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ أَنَاْ فاعبدون} [الأنبياء: 25]، وذلك التوحيد هو أول ما يأمر به كل نبي أمته.
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ فَقال يَاقَوْمِ اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]، وقال تعالى: {وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قال يَاقَوْمِ اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ} [الأعراف: 65]، وقال تعالى: {وإلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قال يَاقَوْمِ اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ} [الأعراف: 73]، وقال تعالى: {وإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قال يَاقَوْمِ اعبدوا الله} [الأعراف: 85] الآية. إلى غير ذلك من الآيات. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِذْ قال إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)}.
وأخرج الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بسنده، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: {إنني بريء مما تعبدون} بالياء.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه: {إنني بريء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} قال: إنهم يقولون إن الله ربنا {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} [الزخرف: 87] فلم يبرأ من ربه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: في الإِسلام أوصى بها ولده.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: الإِخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده {لعلهم يرجعون} قال: يتوبون، أو يذكرون.
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: لا إله إلا الله في عقبه، قال: عقب إبراهيم ولده.
وأخرج عبد بن حميد، عن الزهري قال: عقب الرجل ولده الذكور والاناث وأولاد الذكور.
وأخرج عبد بن حميد، عن عبيدة قال: قلت لإِبراهيم: ما العقب؟ قال: ولده الذكر.
وأخرج عبد بن حميد، عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه؟ قال: لا ولكن ولده عقبه.
{بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)}.
أخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {بل متعت هؤلاء} برفع التاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه {بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين} قال: هذا قول أهل الكتاب لهذه الأمة، وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها {بل متعت هؤلاء} بنصب التاء.
وأخرج ابن جرير عن السدي: {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} قال: هؤلاء قريش قالوا: للقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: هذا سحر.
{وَقالوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا القرآن عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} ما القريتان؟ قال: الطائف ومكة، قيل: فمن الرجلان؟ قال: عروة بن مسعود، وخيار قريش.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال: يعني بالقريتين مكة والطائفة، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال: يعني من القريتين مكة والطائف، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال: يعنون أشرف من محمد، الوليد بن المغيرة من أهل مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة قال: قال الوليد بن المغيرة: لو كان ما يقول محمد حقًا، أنزل علي هذا القرآن، أو على عروة بن مسعود الثقفي، فنزلت {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال: القريتان مكة والطائف. قال ذلك مشركو قريش. قال: بلغنا أنه ليس فخذ من قريش إلا قد ادعته، فقالوا: هو منا وكنا نحدث أنه الوليد بن المغيرة، وعروة بن مسعود الثقفي. قال: يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين، ليس على محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {على رجل من القريتين عظيم} قال: عتبة بن ربيعة من مكة، وابن عبد ياليل بن كنانة الثقفي من الطائف، وعمير بن مسعود الثقفي، وفي لفظ وأبو مسعود الثقفي.
وأخرج ابن عساكر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} قال: هو عتبة بن ربيعة- وكان ريحانة قريش يومئذ.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله: {على رجل من القريتين عظيم} قال: هو الوليد بن المغيرة المخزومي، أو كنانة بن عمر بن عمير، عظيم أهل الطائف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} قال: قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم، فتعالى ربنا وتبارك {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} قال: فتلقاه ضعيف الحيلة، عييّ اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه {ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا} قال: ملكة يسخر بعضهم بعضًا يبتلي الله به عباده، فالله الله فيما ملكت يمينك! {ورحمة ربك خير مما يجمعون} قال: الجنة.
{وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)}.
أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر عصابة من حديد، فلا يشتكي شيئًا، ولصببت عليه الدنيا صبًا» قال ابن عباس رضي الله عنهما: قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} الآية يقول: لولا أن أجعل الناس كلهم كفارًا، لجعلْتُ لبيوت الكفار سقفًا من فضة {ومعارج} من فضة، وهي درج {عليها يظهرون} يصعدون إلى الغرف، وسرر فضة {وزخرفًا} وهو الذهب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} قال: لولا أن يكون الناس كفارًا، {لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضة} قال: السقف أعالي البيوت {ومعارج عليها يظهرون} قال: درج عليها يصعدون {وزخرفًا} قال: الذهب {والآخرة عند ربك للمتقين} قال: خصوصًا.
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} قال: لولا أن يكفروا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله: {سقفًا} قال: الجزوع {ومعارج} قال: الدرج {وزخرفًا} قال: الذهب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة} قال: لولا أن يكون الناس أجمعون كفارًا، فيميلوا إلى الدنيا، لجعل الله لهم الذي قال. قال: وقد مالت الدنيا بأكبر همها، وما فعل ذلك، فكيف لو فعله!.
وأخرج أحمد والحاكم، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {أهم يقسمون رحمة ربك} قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب، فمن أعطاه الدين فقد أحبه».
وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء».
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}.
أخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن عثمان المخرمي، أن قريشًا قالت: قيضوا لكل رجل رجلًا من أصحاب محمد يأخذه، فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في القوم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إلام تدعوني؟ قال: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى! قال أبو بكر رضي الله عنه: وما اللات؟ قال: ربنا. قال: وما العزى؟ قال: بنات الله. قال أبو بكر رضي الله عنه: فمن أمهم؟ فسكت طلحة، فلم يجبه، فقال طلحة لأصحابه: أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة: قم يا أبا بكر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأنزل الله {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا} الآية.